Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
28 janvier 2008 1 28 /01 /janvier /2008 11:42

 

الاتجاهات الجديدة في علم النفس المعرفي
في مرحلة ما بعد بياجي
د. أحمد أغبال
 
مقدمة
تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بالاتجاهات الجديدة في علم النفس المعرفي التي تشكلت على خلفية القراءات النقدية لأعمال جان بياجي Jean Piaget، وتكمن أهميتها في توفير بعض الأدوات النظرية التي تساعد على فهم آليات التعلم المدرسي وتحسين نوعية التعليم.
يميز الدارسون الذين قاموا بمراجعة أفكار بياجي بين أعماله المبكرة والمتأخرة، ولاحظوا أن موقفه من مسألة النمو المعرفي قد تغير مع مرور الزمن. كان يميل في بداية الأمر إلى الاعتقاد بأن النمو المعرفي يتأثر بالتجربة الاجتماعية للفرد تأثرا قويا، ولكنه تراجع عن هذه الفكرة فيما بعد، ولم تعد لها في أعماله المتأخرة سوى وظيفة شكلية في أحسن الأحوال(Glashan and Light, 1982; Daman, 1981; Ginsberg, 1981) يمثل التراجع عن أفكار مرحلة الشباب إحدى نقط الضعف الأساسية في أعمال بياجي. ويرجع السبب في ذلك، حسب بعض النقاد، إلى أن بياجي نظر إلى النمو المعرفي من منظور إبستملوجي بينما كان يجب أن ينظر إليه من منظور سيكولوجي، على اعتبار أن القضية المطروحة ليست قضية إبستملوحية بالأساس بل إنها قضية سيكولوجية.(Barcker and Newson, 1979)، عبر الفيلسوف هاملين عن نفس الموقف في معرض حديثه عن الشروط التي تجعل التعلم ممكنا، حيث قال: "إن هذه الاعتبارات بمعناها العميق والأصيل هي اعتبارات سيكولوجية وليست جزءا من الإبستملوجيا التكوينية" (Hmlyn, 1981, p. 172). ذلك لأن بياجي اهتم بدراسة البنية المنطقية-الرياضية الشكلية التي يُنظر إليها الآن على أنها بنية افتراضية وليست واقعية، وباعتبارها كذلك فإنها لا تقبل الملاحظة والقياس.
وعلى الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها نظرية بياجي فإنها ستظل على الدوام مصدرا للإلهام لا ينضب. لقد خلف لنا بياجي إرثا عظيما، غنيا بالقضايا التي أثارها، وبالحلول التي اقترحها، وبالتأويلات التي تعرضت لها، والجدل الذي أثير حولها، وبالأسئلة التي ظلت معلقة. كان له أتباع كثيرون من المجددين لفكره يحملون اسمه تكريما له، وكرسوا حياتهم لتطوير أفكاره. هؤلاء هم البياجيون الجددneo-piagetians. يتفق هؤلاء الباحثون مع آراء المعلم الأول في بعض الأمور ويختلفون معه في أمور أخرى، مع وجود تباين كبير في تصوراتهم للعديد من القضايا وخاصة ما تعلق منها بطبيعة النمو المعرفي وآلياته. فإذا كانوا يتفقون جميعا مع بياجي حول المصادرة الأساسية التي بنى عليها نظريته كلها والتي تقولإن البنية العقلية للطفل تزداد تعقيدا كلما انتقل من مرحلة عمرية إلى أخرى، فإنهم أخذوا عليه كثرة انشغاله بالجانب المنطقي الشكلي وتغافله عن جوانب كثيرة كعمليات معالجة المعلومات وتنوع الأنشطة المعرفية والفروق الفردية. وجاءت حركة البياجيين الجدد لسد هذه الثغرات. ولم تكن هذه الحركة متجانسة لأنها تشكلت على خلفية انفجار النظريات الكبرى ومنها نظرية بياجي نفسه. ولذلك سعى رواد هذه الحركة إلى بلورة نماذج أو نظريات صغرى. وكان لابد أن تختلف تصوراتهم للعديد من القضايا، وفي مقدمتها مسألة العلاقة بين مستوى الأداء ومستوى نمو البنية العقلية:  فبينما برى البعض أن مستوى الأداء - الذي يتناسب من حيث المبدأ مع مستوى نمو البنية العقلية ودرجة تعقدها - يظل ثابتا مهما اختلفتالحقول المعرفية وتباينت طبيعة المهام المرتبطة بها،وخاصة إذا كانت الظروف مواتيةللتعلم (1984 Case,)،يرى البعض الآخر أن طريقة الطفل في معالجة المهام المعرفية لا تنسجم دائما مع مستوى نموه العقلي (Sylvern, 1985 ; Fischer andBiggs and Collis, 1982).
وعندما يطرح السؤال: ماذا ينمو لدى الطفل ؟ يجيب بياجي:إن البنية العقلية هي التي تنمو، وأن غاية نموها هي العمليات المنطقية- الرياضية الشكلية.ولكن البياجيين الجدد لا يتفقون جميعا حول هذه الفكرة،ولذلك كانت تصوراتهم لموضوع النمو والارتقاءمتنوعة ومختلفة جدا. فبينما يرى البعض أن ما ينمو في الواقع هي الاستراتيجيات المستخدمة لحل المشكلات(Case, 1984, 1985 ; Siegler, 1997)، يرى البعض الآخر أن المهارات المرتبطة بالبنية العقلية المتزايدة التعقيد هي التي تنمو(Fischer, 1984 , 1985). فإذا كان روبي كيس Case مثلا يعتقد أن الاستراتيجيات جزء من البنيات المفاهيمية المركزية القابلة للتعميم أو التطبيق في مختلف الحقول المعرفية، فإنكورت فيشرKurt Fischerلا يفصل المهارة عن الحقل المعرفي الذي تبلورت في أحضانه. ترتبط المهارات في نظرية فيشر ارتباطا وثيقا بالمهام المعرفية وتتنوع بتنوعها. ولجون بيغس John Biggsتصور آخر يجمع بين ما قاله روبي كيس عن الاستراتيجيات وما ذهب إليه كورت فيشر في معرض حديثه عن المهارات، ولكنه لا يقف عند الحدود التي وقف عندها هذان الباحثان. إن ما ينمو في نظره هي بنية حصيلة التعلم القابلة للملاحظة والقياس  the structure of observed learning outcome(SOLO)والتي ترتكز ديناميتها على التفاعل المستمر بين بعض المتغيرات الشخصية والعمليات المعرفية وآليات التعلم كالقدرات العامة وخاصة الذاكرة النشيطة working memory والمهارات والاستراتيجيات والحوافز الخوبين عوامل السياق الذي يكيف المهمة المعرفية ومتطلبات إنجازها(Biggs and Collis. 1982).
وهكذا، فإذا كان علماء النفس النمائي يختلفون في تصورهم لنموالقدراتالمعرفية، وإذا كانت أجوبتهم عن السؤال: ماذا ينمو؟ مختلفة ومتضاربة، فإنه لابد أن تختلف الأجوبة المتعلقة بالكيف، وذلك نظرا للعلاقة الموجودة بين تصور الباحث للسيرورة النمائية وتصوره لآلياتالانتقال من مرحلة إلى أخرى. وقبل أن نتطرقبنوع من التفصيل إلى مختلف الطروحات نود أن نستعرضفي البداية نظرية علم النفس المتخصص في دراسة عمليات معالجة المعلومات، أو لنقل توخيا للإيجاز: علم النفس المعلوماتيinformation-processing psychology، الذي كان له تأثير كبير في حركة البياجيين الجدد.
Partager cet article
Repost0

commentaires

Recherche

Archives

&Amp;#1593;&Amp;#1606;&Amp;#1575;&Amp;#1608;&Amp;#1610;&Amp;#1606; &Amp;#1575;&Amp;#1604;&Amp;#1605;&Amp;#1602;&Amp;#1575;&Amp;#1604;&Amp;#1575;&Amp;#1578;

دروس في الفلسفة

Liens