Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
3 octobre 2007 3 03 /10 /octobre /2007 13:36
مفهوم الشخص  ومسألة الوعي بالذات في الفلسفة الكانطية
الجزء الثالث
إن فكرة الله، وفكرة العالم، وفكرة الروح المرتبطة بالذات المفكرة هي أفكار قبلية مفيدة، تفرض علينا وجودها باعتبارها جزءا من العقل الخالص. ففكرة الروح، مثلا، هي من الأفكار التي نهتدي إليها بالضرورة لآن العقل يدفعنا إلى البحث عن "الكلية" أو الوحدة غير المشروطة "لتركيبة شروط الفكر بصفة عامة" أو "الوحدة المطلقة [غير المشروطة] للذات المفكرة نفسها"، حسب تعبير كانط. إن هذه الوحدة غير المشروطة الخالية من التعدد والتنوع هي أساس وجود الشخص المستقل والمكتفي بذاته لأنها الأصل الذي ترجع إليه جميع أنشطته الفكرية وهي مصدر تمثلاته. وإذا كان الإنسان يهتدي بشكل تلقائي وطبيعي إلى فكرة الروح، فإن هذه الفكرة لا تدل بالضرورة على وجود موضوع أو جوهر ما يمكن حدسه. إنها مجرد فكرة، ولكنها فكرة نافعة، إنها الأساس الضروري وغير المشروط الذي يقوم عليه تفكيرنا، وتلعب بالإضافة إلى ذلك وظيفة أكسيولوجية مهمة.  

والأنا أو الذات المفكرة ليست ظاهرة من ظواهر الكون، فهي تتمتع باستقلال تام عن عالم الظواهر المادية. ولما كانت ظواهر الكون تخضع في سيرها لقوانين حتمية، وكانت القوانين موجودة في العقل لا في الطبيعة، فإن العقل هو الذي يسن للطبيعة قوانينها. وبما أن الأنا أو الذات العارفة ليست ظاهرة من ظواهر الكون، فإنها لا تخضع في سيرها لمبدأ الحتمية الكونية )القوانين الطبيعية(؛ يمكن القول بعبارة أخرى: إن قوانين العقل ليست قوانين طبيعية. توجد الذات أو الأنا، إذن، في استقلال عن    العالم الخارجي، وهذا بالضبط هو ما يحدد المضمون الدلالي لمفهوم الشخص في فلسفة عيمانويل كانط. يتحدد مفهوم الشخص باعتباره ذاتا [لا موضوعا] بمدى قدرته على تحقيق نوع من الاستقلال تجاه القوى الخارجية والقدرة على اتخاذ القرارات بحرية. وهكذا، فإذا كان وجودنا العياني الملموس في الكون يحتم علينا الخضوع لقوانينه ونواميسه، فإن وعينا بأنفسنا كذوات مفكرة يتيح لنا إمكانية التصرف والعيش بالطريقة التي نختارها بحرية وفقا لتوجيهات العقل وأفكاره الخالصة.

Partager cet article
Repost0

commentaires

J
<br /> Merci bcp proff de votre effort ... bonne continuation !!!!!!!!!!!<br /> <br /> <br />
Répondre

Recherche

Archives

&Amp;#1593;&Amp;#1606;&Amp;#1575;&Amp;#1608;&Amp;#1610;&Amp;#1606; &Amp;#1575;&Amp;#1604;&Amp;#1605;&Amp;#1602;&Amp;#1575;&Amp;#1604;&Amp;#1575;&Amp;#1578;

دروس في الفلسفة

Liens